لأنه حبيب الله تعالى وخليله ، وأحب خلق الله إلى الله .
ولأن الله تعالى أدبه .. فأحسن تأديبه ..
ولأن الله تعالى علَمه ، فجَمل علمه بالخلق العظيم (وَعَلَّمَكَ مَا لَمْتَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ) النساء 113
ولأن الله تعالى اصطفاه على الناس برسالته الخالدة ، وبعثه للناس رحمة للعالمين .
ولأن مبعثه للناس نعمة ومنَة(لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَإِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْآيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْكَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)آل عمران164.
ولأنه صاحب الحوض المورود ، والشفاعة العظمى ، (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌمِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْبِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) التوبة 128 .
ولأن الله تعالى وملائكته يصلون على النبي (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُيُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّواعَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) الأحزاب 56 .
ولأن اتباع الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم هو الطريق والسبيل إلى محبةالله تعالى لقول ربي جل في علاه : " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَاللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْذُنُوبَكُمْ " آل عمران 31.
يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية : " إن هذه الآية حاكمة على كل من ادعىمحبة الله تعالى وليس هو على الطريقة المحمدية ، فإنه كاذب في نفس الأمر ،حتى يتبع الشرع المحمدي في
جميع أقواله وأفعاله ، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " . ولهذا قال الله تعالى : " قلإن كنتم تحبون الله فاتبعوني
يحببكم الله " . أي تنالون فوق ما طلبتم من محبتكم إياه ، وهو محبته إياكم، وهو أعظم من الأول كما قال بعض الحكماء : " ليس الشأن أن تحِب .. إنماالشأن ُتحب " .
ولا شك أن حب سنة النبي صلى الله عليه وسلم من حب رسول الله صلى الله عليهوسلم . ورد في الأثر : " من أحب سنتي فقد أحبني ، ومن أحبني كان معي فيالجنة " .