منتدى صفاء القلوب
التقسير التربوي لسورة البقرة - 4 -  13401710
منتدى صفاء القلوب
التقسير التربوي لسورة البقرة - 4 -  13401710
منتدى صفاء القلوب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى صفاء القلوب


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التقسير التربوي لسورة البقرة - 4 -

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
السيد

الإدارة
الإدارة
السيد


عدد المساهمات : 768
تاريخ التسجيل : 24/06/2009
مزاجي : سلام تحيه
الجنسية : السعودية
sms : التقسير التربوي لسورة البقرة - 4 -  Sb7an

التقسير التربوي لسورة البقرة - 4 -  Empty
مُساهمةموضوع: التقسير التربوي لسورة البقرة - 4 -    التقسير التربوي لسورة البقرة - 4 -  Emptyالأربعاء يناير 05, 2011 12:01 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تتمة في التفسير بإذن الله


لابد من قراءة المواضيع التالية قبل الخوض في هذا الموضوع

الله ينفعنا جميعا


مقدمة في التفسير التربوي


التفسير التربوي لسورة الفاتحة

التفسير التربوي لسورة البقرة - 1 -


التفسير التربوي لسورة البقرة - 2 -

التقسير التربوي لسورة البقرة - 3 -




قوله
تعالى:


)
إِنَّ
اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا
فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ
مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا
أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ
كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ * الَّذِينَ
يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا
أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ
أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ
(
(البقرة:26ــ 27).


(1)
الحياء حالة نفسية يرافقها تغير بدني تبدأ بالخوف وتنتهي بالترك، وهذه
الحالة تصيب الأجسام فلا يصح وصف الله عز وجلّ بها لا في النفي ولا في
الإثبات، وإذا كان الحياء هو ما ذكرنا فالأدب التربوي مع الله يقتضي أن
لا نصفه بذلك، فلا نقول عنه أنه (المستحي) أو أنه (غير المستحي)،
والأولى حمل هذا اللفظ على معنى الترك، وهو نهاية الاستحياء.


فنقول
في قوله تعالى:


)
إنّ
الله لا يستحيي أن يضرب مثلا
(:
إنّ الله لا يترك ضرب المثل، أو نقول إنّ ذلك من قبيل المشاكلة
اللفظية، لأنّ قوله


)
إنّ
الله لا يستحيي أن يضرب مثلا
(،
هو جواب لسؤال الكافرين والمنافقين حيث قالوا: أما يستحيي ربك يا محمد
أن يضرب الأمثال؟!.


ومثل
ذلك يقال في هذه الكلمة حيث وردت في الأحاديث النبوية كقول أم سُليم
لرسول الله
صلى
الله عليه وسلم:
((يا رسول الله، إنّ الله لا يستحيي من الحق...)) (مسلم)، أي: لا يأمر
بالحياء فيه ولا يمتنع من ذكره.


(2) وقد
تعهد الله هذه الأمة المسلمة بالرعاية والعناية فعلّمهم كيف يردون على
حملات التشكيك والبلبلة التي يطلقها المنافقون والكافرون للنيل من
الإسلام، والكيد له وتشكيك الناس فيه، وهذا النص رد على إحدى هذه
المحاولات، إذ إنه بعد أن ضرب الله الأمثال في تبيان حقيقة المنافقين
في مطلع هذه السورة، كقوله تعالى:


)
مثلهم
كمثل الذي استوقد نارا
(
وقوله تعالى:


)
أو
كصيّب من السماء
(
قال المنافقون: الله أعلى وأجلّ أن يضرب الأمثال، فنزل قوله تعالى:


)
إنّ
الله لا يستحيي أن يضرب مثلا
(.
وفي رواية أنّ بعض المشركين قالوا: ما بال الذباب والعنكبوت يذكران في
القرآن؟!، فنزل قوله تعالى:


)
إنّ
الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها
(،
وكلا القولين في نزول هذه الآية نقلا عن الذين كفروا، حيث قال:


)
وأما
الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا
(.

(3) إنّ
معنى قوله تعالى:


)
إنّ
الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها
(،
هو أنّ الله لا يترك ضرب المثل في الصغير والكبير، إذا كان في ذلك حكمة
بالغة وفائدة تحصل للناس في تبيان حقائق ما يحتاجونه، وهذا أيضا يدل
على العناية الإلهية بالناس واهتمامه تعالى بتعليمهم وتأديبهم.


(4)
قوله تعالى في وصف الفاسقين:


)
وَمَا
يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ * الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ
اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ
أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ
الْخَاسِرُونَ
(
.

قد يقول قائل:
أما يكفي في التربية والتعليم أن يصف الله الخير والصحيح ويأمر الناس
باتباعه وينهاهم عن مخالفته؟.

والجواب على ذلك:
إنّ هناك نوعين من التربية، (الأول) التربية الكافية، وهي أن يصف الله
الخير ويأمر بفعله وينهى عن تركه. (والثاني) التربية الكاملة، وهي أن
يصف الله الخير ويأمر بفعله وينهى عن تركه، وكذلك يصف الشر وينهى عن
فعله ويأمر بتركه.

والله تعالى تعهد
هذه الأمة بالتربية الكاملة، فوصف سبيل المؤمنين وأمر بها ونهى عن
تركها، ووصف سبيل المجرمين وأمر بتركها ونهى عن فعلها، وذلك من فضل
الله على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون.

والصفات التي وصف
بها الفاسقين في هذا النص إنما ذكرها لسببين:

(الأول) لتبيان
الفاسقين، حتى إنّ من يقرأ هذا النص وبعد قرون من نزوله يحس أنّ هذه
الصورة مألوفة له، ويكاد يعرف أصحاب هذه الصفات حتى لو كانوا في خليط
من الناس.

(والثاني) كي لا
يتصف المسلم بهذه الصفات، فإذا كانت صفة الفاسق هي نقض العهود، فصفة
المؤمن هي الوفاء بالعهود أيا كانت هذه العهود، وسواء كانت الإقرار
بالربوبية لله في عالم الذر، أم كانت الإقرار بالإلهية والتوحيد، أم
كانت الإقرار بنبوة محمد
صلى الله عليه وسلم
وضرورة اتباعه، أم كانت عهود المسلم مع الناس، وإذا كانت صفة الفاسق هي
قطع ما أمر الله به أن يوصل، فصفة المؤمن هي أن يصل من أمر الله بوصله،
كصلة الرحم وصلة الإيمان وصلة الإنسانية، وإذا كانت صفة الفاسق هي
الإفساد في الأرض من خلال العمل بمعصية الله، فصفة المؤمن هي الإصلاح
في الأرض من خلال العمل بطاعة الله.

قوله
تعالى:


)
كَيْفَ
تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ
يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
(
(البقرة:28).


(1)
النعمة الأولى في الحياة هي نعمة الحياة
المذكورة في النص أعلاه

)
وَكُنْتُمْ
أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ
(،
والكفر بالنعمة قبيح، وكلما عظمت النعمة عظمت معصية صاحب النعمة، والله
تعالى إذ يذكر الناس بنعمه عليهم فإنما يذكرهم بها كي يحثهم على طاعته،
وهذا الأسلوب التربوي ــ وهو التربية بالنعمة ــ كثيرا ما نجده في
القرآن، وخاصة في حديثه تعالى عن بني إسرائيل.


ومثال
ذلك: الوالد ينعم على ولده بالنعم الكثيرة بأن رباه وعلّمه وأنفق عليه
الأموال، فكلما عظم إنعام الوالد على ولده عظم مقابل ذلك معصية الولد
لوالده، والأعظم من ذلك أن يجحد الولد أبوة والده، وهذا حال الكافرين
بالله وخاصة الذين يجحدون وجوده.


والسؤال
الوارد في هذه الآية


)
كَيْفَ
تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ
(
ليس على سبيل الاستفهام العادي، وإنما هو على سبيل التقريع والتعنيف،
ومعنى قوله


)
وَكُنْتُمْ
أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ
(
أي: كنتم ترابا ونطافا، لأنّ آدم خلق من تراب وخلق سائر الناس من
النطاف.


(2) هذه
الآية دالة على وجوب الزهد في الدنيا، لأنّ الموت لابد منه


)
ثم
يميتكم
(،
ولأنّ الرجوع إلى الله كائن لا محالة


)
ثُمَّ
يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
(.

والقرآن
حينما يذكر الإنسان بالموت فلكي يقلل من حرص الإنسان على الدنيا، ولكي
يبين للناس أن الحياة الدنيا إلى زوال، ولكي يربي الناس على الزهد في
الدنيا. ولو قارنا الإحياء الأول بالإحياء الثاني لعلمنا مقدار الدنيا
كم هو قليل؟!.


يقول
الله تعالى:


)
وَإِنَّ
يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ
((الحج:
من الآية47)، فلو عاش إنسان في هذه الحياة الدنيا مائة عام، لعادلت هذه
المدة بحساب الحياة الآخرة حوالي الساعتين، وهذا تصديق قوله تعالى:


)
كَأَنَّهُمْ
يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا
(
(النازعـات:46).


وإذا
كان الأمر كذلك فالأولى بالعاقل أن يمضي هاتين الساعتين في طاعة الله
علّه يخلد في نعيم الله، ومن كان فيه أدنى ذرة من عقل لا يرضى بأن يمضي
هاتين الساعتين في معصية الله ثم يخلد بعدها في نار جهنم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abbasi.yoo7.com
 
التقسير التربوي لسورة البقرة - 4 -
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى صفاء القلوب :: الاقسام الاسلاميه :: -•♥المنتدى الاسلامي♥•--
انتقل الى:  
أختر لغة المنتدى من هنا
أختر لغة المنتدى من هنا